صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٩٧ –

ومن أين جاءت هذه الصورة البائسة النكدة لحكم الإسلام وحكومة الإسلام أيها المفكرون المثقفون؟ إنها جاءت من محاكم التفتيش في عصور الظلمات؛ تلك التى حرقت العلماء، وقتلتهم بالخوازيق وألقت بهم إلى الحيات والثعابين. كما جاءت من الحكومات القائمة اليوم باسم الدين فى بعض بلاد المسلمين.

ولكن واحدة من هذه الحكومات ليست من الإسلام فى شيء. وهي لا تعتمد على الإسلام، إنما تعتمد على الجهل الفاشى، والانحطاط العقلى، والتأخر الفكرى، فى البلاد التى قامت بها فى القدم أو الحديث.

أعط هذه الشعوب الخاضعة للاستبداد علما ورقيا ونورا، ومعرفة بالدين.. تسقط عنها هذه الغشاوة، وتدرك أن الإسلام فى صفها على الحاكمين المستبدين، وليس في صف هؤلاء الحاكمين.

أفإِذا ادعى الحاكم المستبد أنه يستبد باسم الدين كان ذلك تهمة لهذا النوع من الحكم يوجب إقصاءه عن الحياة؟ إذن فما الرأى فى الحكم الديمقراطى الذى تحكم اليوم باسمه مصر والعراق والأردن، وكلها تحكم – والحمد لله - حكم ديمقراطياً دستورياً برلمانياً على آخر طراز فى الدساتير!

أهذه ديمقراطية دستورية برلمانية؟ وجهاز الدولة كله يعمل لحساب

(۷)