صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/102

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ۹۸ –

الرأسمالية، وهذه الملايين جائعة عارية مريضة مستقلة، ولا حامى لها ولا نصير؟

أهذه ديمقراطية دستورية برلمانية؟ و «نفر البوليس» يملك أن يتهم أي فرد فى عرض الطريق أنه ارتكب جريمة ما، ثم يقبض عليه ويصفعه ويركله ويشتمه، ويجرجره فى الوحل إذا تأبى عليه، حتى يذهب به إلى قسم البوليس، ليحرر له محضراً. وكل ذلك قبل أن يعرض على النيابة، وقبل أن يقدم إلى القضاء، وقبل أن يقرر إذا كان مجرماً أو بريئاً من المحاكمة بعد التحقيق!

أهذه ديمقراطية دستورية برلمانية، تلك التي يقع فيها ما يرويه رجل كالأستاذ المجاهد محمد على الطاهر فى كتابه الجامع «معتقل هاكستب» يقول:

«وقد بلغ الذعر بوالدة «على عمار» الطالب بكلية الحقوق بجامعة فاروق الأول أحد المعتقلين وشقيقاته البنات أن اختبأن تحت السراير هرباً من نيران البنادق السريعة المطلقات فقلبت السرائر وصرخ قائد القوات فيهن فانعقدت ألسنتهن.

«ودام البحث ثلاث ساعات عبثت فيها الأيدى بكل مقدس وعزيز كخلع البلاط وكسر الدواليب وتمزيق المراتب والأغطية، ويتحول المنزل بهمة رجال البوليس السياسى إلى تخالة أمام أعين الأطفال والنساء والشيوخ.