صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/528

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فذهب الى الحكيم يعقوب فعرض عليه أنه كان أبيض اللون ثم اسود بدنه كله فقال الحكيم يعقوب إن هذا المرض غير مذكور في الكتب ويقال له البهق الشامل فعالجه فبرى. وعاد الى لونه الأصلى . وروى أن رجلا عرض له مرض وهو أنه يجرى الدم من فيه وكان يتقيأ جميع ما أكله وشربه وعجز الأطباء عن علاجه لعدم لبث الدواء في معدته فذهب الى الحكيم يعقوب وعرض عليه حاله فقال له الحكيم يعقوب أصبر ساعة فدخل بيته ثم أخرج له طعاماً فيه لحوم مغرية فألح عليه فى أكله فاستعفى الرجل لما عرف أن معدته لا تقبل الطعام فأبرم عليه وأطعمه جبراً وبعد ذلك سقاه شربة فقاء ما في بطنه لخرج الطعام ومعه قراد عظام مقدار حفنتين ثم قال قم فقد برئت من مرضك فسأله تلامذته عن سر هذا العلاج قال عرفت بهذا الدم الجارى أنه من قراد في معدته و أن قيأه الطعام لأجله واللحم المغرى الذى كان في الطعام كان من لحم الكلب قال والقراد يحب لحم الكلب فلما وصل لحم الكلب الى معدته اجتمع القراد عليه والشربة التي أعطيتها له كانت مقيئاً فقاء ما في بطنه من الطعام والقراد فخلصت معدته من ذلك المرض وهذا علاج لا يخطر ببال أحد من الأطباء إلا الحذاق من السلف . ومن جملة أخباره أن امرأة حاملا سقطت من علو فماتت ولم يبق لها تنفس ولا حركة نبض إلا أنه لم تنقطع حرارة بدنها فتحيروا في أمرها واستغاثوا الى الحكيم يعقوب فنظر حالها فاستدعى إبرة فأدخلها في بطنها ففتحت المرأة عينها وقامت كأنها لم يمسها شىء فسألوه عن سبب هذا العلاج قال كانت المرأة حاملا فلما سقطت أخذ الولد بيده نياط قلبها فبهذا السبب عرض لها ما عرض فأدخلت إبرة فوصلت الى يد الولد فجمع يده اليه فزالت عنها تلك الحالة . أنظروا الى هذه الفراسة العجيبة والحذاقة الغريبة روح الله تعالى روحه العزيزة ( الشقائق النعمانية لطاشكبرى زاده ص ٣٣٤ ج ۲ ) . يعقوب بن صقلاب الموفق النصراني الطبيب - ولد بالقدس وقرأ على