- ٣٨٥ - ده ـن مل يهز على مضائه فدونكها قد حبر الخبر تطريزها واليكها قد خلص الفكر إبريزها تتلفع منها في حلة ثناء وتتوج منها إكليل بهاء يخال مدادها من بهيم الليل صنع ويحسب رقها من أديم الصبح قطع أرسلناها كافورة بمسك موسومة وأهديناها درة بياقوت مختومة وأقدم أولا الاعتراف بالتقصير وأذعن في الكف عن التعبير اذ أهديت الدر الى منظمه وخلعت الوشى على منمنمه . وله من أخرى : الاسباب كلفة والايجاز حكمة وخواطر الألباب سهام يصاب بها أغراض الكلام وأخونا أبو عامر يسبب نثراً ويطيل نظماً شامخاً بأنفه ثانياً من عطفه متخيلا أنه قد أحرز السباق فى الآداب وأوتى فصل الخطاب فهو يستقصر أساتيذ الأدباء ويستجهل شيوخ العلماء . وابن اللبون إذا ما لز فى قرآن لم يستطع صولة البزل القناعيس وفى فصل منها : في ليلة بتها والكف الخضيب سوارها البدر والشعرى العبور وشاحها الأسر وكأنما سماؤها روضة تفتحت النجوم وسطها زهراً وتفجرت المجرة خلالها نهراً واد يسيل بمسجد على رضراض زبرجد . فلما أصبت الغيرة وأقصدت الثغرة تقلبتُ قراراً وتناومت غراراً حتى أنهى الفجر ببرده وسربلنى الصباح ببرده و هتبت من النومة وصحوت من النشوة فرَفَفتها اليك بنت ليلتها عذراء وجلوتها عليك كريمة حسناء تتلفع بحبرة حبر وتتبختر في شعار شعر مؤتلف بين رقها ومدادها ومجتمع في بياضها وسوادها الليل اذا عسعس والصبح اذا تنفس رقعتها كافور نُمْنم بمسك وختامها ياقوت نظم في ملك فتحسب خطها تيم لفظها فشكا وتخال الفلم رق لما به فبكى فأنشيدها أخاك الشهيدي وكلفه على العروض والقافية معارضتها وحمله على اللين والشدة مقارضتها فتستوقد بقلبه قبساً وتضرب فى أذنه جرساً فيتبين به حظه ويعرف الغيره فضله وختم الرقعة بهذه الأبيات :
