صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/391

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۸۳ - الخير واذا أظلم الليل خرج بما يحتاجه إلى المرضى والمحاويج فيغسل لهم جراحاتهم ويعللهم بالأدوية ويطعمهم الطعام ويغسل لهم أقذارهم بيده مع أن الواحد منهم لا يقدر الانسان أن يصل إليه لشدة نتنه وريحه وأوصافه كريمة لا يمكن استقصاؤها وله من المؤلفات رسالة فى تحرير النصاب الشرعي من الدنانير والدراهم وغيرها وله غير ذلك من المؤلفات النافعة وفضائله كثيرة ومزاياه شهيرة ولم يزل على طريقته المثلى عاكفاً على الافادة والاستفادة إلى أن توفى وكانت وفاته بالمدينة المنورة شهيداً في ثامن عشر رجب الحرام سنة ١١٤٣ هـ ودفن بالبقيع وبنو الاسكدارى طائفة مشهورون في المدينة ( سلك الدررج ٤ ص ٣٤ ) . أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحاط المكفوف قال ابن بسام أبو عبد الله ابن الحناط هذا زعيم من زعماء العصر ورئيس من رؤساء النظم والنثر في ذلك الأوان وجمرة فهم لفحت وجوه الأيام وغمرة علم سالت على الأنام فكم له من وقدة لا يبرأ أميمها ونكزة لا يسلم سليمها وكانت بينه وبين أبي عامر ابن شهيد بعد تمسكه بأسبابه وانحياشه كان الى جانبه مناقضات في عدة رسائل وقصائد أشرقت أبا عامر بالماء وأخذت عليه بفروج الهواء وقد أوردت من ذلك ما يكون أنطق لسان بنباهة ذكره وأعدل شاهد على براعة قدره وقد ذكره ابن حيان في فصل من كتابه فقال : وفى سنة سبع وثلاثين وأربعماية نعى الينا أبو عبد الله ابن الخناط الشاعر الضرير القرطبي بقية الأدباء النحارير في الشعر هلك بالجزيرة الخضراء في كنف الأمير محمد بن القاسم وهلك إثره ابنه الذي لم يكن له سواه بمالقة فاجتث أصله وكان من أوسع الناس علماً بعلوم الجاهلية والاسلام بصيراً بالآثار العلوية حاذقاً بالطب والفلسفة ماهراً فى العربية والآداب الاسلامية وسائر التعاليم الأوائلية من رجل موهن فى دينه مضطرب في تدبيره سيء الظن بمعارفه شديد الحذر على نفسه فاسد التوهم في ذاته عجيب الشأن في تفاوت D