صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/324

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-٣١٦- الأندلسي الجيانى نزيل فاس - ولى خطابة فاس وهو صاحب كتاب شذور الذهب في صناعة الكيميا توفى سنة ثلاث وتسعين وخمسماية لم ينظم أحد في الكيمياء مثل نظمه بلاغة ومعانى وفصاحة ألفاظ وعذوبة تراكيب حتى قيل فيه إن لم يعلمك صنعة الذهب عليك صنعة الأدب وقيل هو شاعر الحكماء وحكيم الشعراء وقصيدته الطائية أبرزها فى ثلاث مظاهر مظهر غزل ومظهر قصة موسى والمظهر الذى هو الأصل فى صناعة الكيميا وهذا دليل القدرة والتمكن رحمه الله تعالى وأولها : هبطنا من بزيتونة الذهب المباركة الوسطى غنينا فلم نبدل بها الأثل والخطا صفونا فآنسنا من الطور نارها تشب لنا وهنا ونحن بذى الأرطى فلما أتيناها وقرب صبرنا على السير من بعد المسافة ما اشتطا نحاول منها جذوة ما ينالها من الناس من لا يعرف القبض والبسطا الوادى المقدس شاطئاً الى الجانب الغربي تمتثل الشرطا وقد أرج الارجاء منها كأنها لطيب شذاها تحرق العود والقسطا وقمنا فألقينا العصى في طلابها اذا هي تسعى نحوها حية نقطا وثار لطيف النقع عند اهتزازها وأظلم من نور الظهيرة ما غطى ومد اليها الفيلسوفى يمينه لجانبها أخذاً وأوسعها ضغطا فصارت عصاً في كفه وأحبها فأخرجها بيضاء تجلو الدجى كشطا فلم أر ثعباناً أذل لعالم سواها ولا منها على جاهل أسطى هي المركب الصعب المرام وأنها ذلول ولكن لا لكل من استمطى فاعجب بها من آية لمفكر يقصر عن إدراكها كل من وتفجيرها من صخرة عشر أعين وثنتين تسقى كل واحدة سبطا وتعليقها رهواً من البحر فاستوى طريقاً فمن ناج ومن هالك غمطا فتلك عصانا لا عصى خيزرانة على أنها في كف ممسكها الطا وقد كان للزيتون فيها قساوة ولكن لين الدهن صيرها نقطا أخطا