تشهد به المستعمرة التي لا تزال تحمل اسمه حتى هذه الساعة.
وإذا تذكرنا أن هؤلاء اليهود، عاشوا في عقد من الزمن، كثر فيه تسامح الحكومة المصرية وتساهلها إذا تذكرنا كلّ هذه الأمور، سهل علينا الاستئناس بأمر التبليط في الوثيقة الدزدارية واضطررنا أن نرى في موافقة التاريخ لمضمونها دليلاً آخر على أصليتها.
ولنا في موافقة مضمون هذه الوثيقة لما جاء في محفوظات سراي عابدين الملكية دليل آخر على صحتها وعدم تزويرها. فالمحفظة ٢٥٩ من محافظ عابدين تحفظ لنا شكوى شيخ المغاربة في القدس في سنة ١٢٥٦ على اليهود في موضوع الوثيقة التي نحن بصددها. وقد حفظ لفاً مع هذه الشكوى قرار طويل لمجلس شورى القدس في الموضوع نفسه. وفي هذا القرار بيان واضح لحق المغاربة واعتداء اليهود. وبين إمضاءات أعضاء المجلس إمضاء لممثل الطائفة اليهودية فيه فتأمل.
فبناء على ما نعرفه من نوع ورق هذه الوثيقة، وقاعدة خطها، وأسلوب إنشائها وطريقة تاريخها وختمها وبناء على موافقة النصوص التاريخية لمضمونها نرانا مضطرين أن نقول بأصليتها وعدم تزويرها.
ومما اختبره زميلنا الأستاذ جبرائيل جبور1 من هذا القبيل نوع من التزوير لم يسلم منه كثير من الأصول. وذلك أن أصحاب الكتب
- ↑ وذلك في رسالته القيِّمة ابن عبد ربه وعقده وهي الرسالة التي تقدَّم بها من دائرة الدروس العربية في كلية العلوم والآداب بجامعة بيروت الأميركية لنيل شهادة أستاذ في العلوم - بيروت ١٩٣٣.