صفحة:مصطلح التاريخ (الطبعة الثالثة).pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

ومن يطالع رحلات الفرنجة في هذه البلاد، حوالي سنة ١٨٤٠، يجد أن قسماً من اليهود آنئذٍ، في أوروبة وأميركة وفلسطين، كان ينتظر مجيء المسيح وجمع الشمل، كما ورد في بعض الأسفار المقدسة. وكان بعضهم يعلق الآمال الكبيرة على كلام دانيال النبي، في الإصحاح الثامن من سفره الكريم؛ حيث يقول: «فسمعت قديساً يتكلم قال قديسٌ لفلان الذي يتكلم معه إلى متى الرؤيا رؤيا المحرقة الدائمة والمعصية المدمرة وحتى متى يجعل القدس والجند مدوسين. فقال لي إلى ألفين وثلاثمائة مساء وصباح ثم يطهرُ القدس». كان بعضهم يعلِّق الآمال الكبيرة، على هذه النبوة، فيقول إن المراد باليوم فيها هو السنة، وأن المدة تبتدئ من سنة ٤٥٦ ق.م لقوله تعالى: «إن سبعين عاماً حُددت على شعبك وعلى مدينة قدسك». فيضيفون أربع سنوات إلى التاريخ المسيحي لأجل تصحيحه ويجمعون ٤٥٦ مع ١٨٤٤ (السنة ١٨٤٠ المصححة) فيصير العد ٢٣٠٠ كما في النبوة.

وكان هذا البعض من اليهود يعتقد أيضاً أنه لا بد من تعمير المدينة المقدسة وتجديد بناء الهيكل، كما ورد في الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر حزقيال النبي حيث يقول: «وآخذكم من بين الأمم، وأجمعكم من جميع الأراضي وآتي بكم إلى أرضكم … وأسكنكم في المدن، وتُبنى الأخربة».

ووافق هذا المعتقد مجيء السر موسى مونتوفيوري، الأراضي المقدسة، وإكثاره من العطاء كما تنص على ذلك الأصول التاريخية وكما

- ١٩ -