الخطية، كانوا في بعض الأحيان، يضيفون على الهامش أو في أواخر الفصول والأبواب، أخباراً أو آراء جديدة تتعلق به ثم تمر الأيام، وينسخ بعض هذه الكتب، فتدخل الزيادة في الأصل ويثبت الشرح في المتن، ويختلط الأمر على المتأخرين فينسب كل ما في النسخة الخطية المتأخرة إلى المؤلف. وهذا النوع من التزوير هو ما نريد أن نسميه الدس مقصوداً كان أو غير مقصود. وفي محيط المحيط دسّ الشيء ودسّه فيه يدسّه دساً أدخل ودفنه تحته وأخفاه.
وقد وجد الأستاذ جبور عندما درس كتاب العقد لابن عبد ربه1، أن ناشري الطبعات التي بين أيدينا لهذا الكتاب، اعتمدوا على نسخة خطية دست فيها جملة كثيرة من الأخبار. فأثبتوا الأصل والزيادة في طبعاتهم، دون أن ينتبهوا إلى الأمر أو يشيروا إليه. والغريب أن بعض هذه الأخبار المدسوسة، كانت ظاهرة، لا يحتاج أمر اكتشافها إلى كثير من العناءِ أو التدقيق. فإنك إذا قرأت العقد ترى أنه قد ترجم فيه، في كتاب اليتيمة الثانية2، لأربعة خلفاء من بني العباس، هم الراضي والمتقي والمستكفي والمطيع، وكلهم توفي بعد وفاة ابن عبد ربه أي بعد سنة ٣٢٨هـ. وترى في ترجمة الأخير أنه قد خلع نفسه سنة ٣٦٣هـ أي بعد موت ابن عبد ربه ب ٣٥ سنة. أوَليس من المؤسف أن يقدم الناشر المحلي على مثل ما تقدم بعد أن يكون العلامة تيودور نولدكه قد