فإنّا لا نرى داعياً لقبولها.
بقي رواية تشير إلى أن عمر مات سنة ٩٣ للهجرة ذكرها حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون عند ذكره ديوان عمر1، وهي تتفق مع أكثر الروايات القديمة في تعيين التاريخ ولعل حاجي خليفة قد نقلها عن بعض المصادر القديمة واكتفى بها دون ذكر سبب الموت.
وقد ذكر الدميري رواية ابن قتيبة في أن عمر غزا في البحر واحترقت سفينته، ولكنه جعل سنة الموت ثلاثاً وثمانين2. ولعل الرقم خطأ مطبعي أو نسخي أو لعل الدميري أخذ روايته عن كتاب ابن خلكان حيث نجد أن الهيثم بن عدي زعم أن عمر ولد سنة ثلاث عشرة، فقبل الدميري هذه الرواية وأضاف إليها سن عمر — سبعين وجعل سنة وفاته ثلاثاً وثمانين.
نرى بعد هذا كله أن نرفض خبر موته غرقاً أو حرقاً وألا نقبل أنه مات بعد سنة ٩٣هـ. وكذلك نستبعد خبر موته من غصن أدماه بعد ريح تهب عليه لكي يستجاب دعاء امرأة شبب بها، ونحن نعلم أنه كان شيخاً ضعيفاً في آخر حياته يتوكأ على مولى له، ولا يقوى مثل هذا على ركوب الخيل في الصحارى أو ركوب البحر للغزو، فلا يبقى لدينا إلا أنه مرض ومات وقد قارب السبعين. ولنذكر أن عمر كانت تنتابه حمى البرداء وقد ارتحل مرةً إلى اليمن ومرض فيها واضطرته الحمى أن يمكث هناك