وهذه الرواية تشير إلى أن عمر مات من مرض وأن موته كان قبل موت أخيه. وقد كان أخوه شاباً مدركاً في خلافة ابن الخطاب. وهذا الخبر يبعد احتمال وقوع موت عمر بعد سنة ٩٣هـ. وقد أورد الأصبهاني أيضاً أن عمر مات وقد قارب السبعين أو جاوزها1.
وهناك رواية تفرّد بذكرها فيما نعلم أبو المحاسن بن تغري بردي لم يشر فيها إلى سبب موت عمر بل اكتفى بقوله إن عمر مات سنة مائة وواحدة أي سنة مات عمر بن عبد العزيز نفسه2. ولسنا نعلم من أين استقى أبو المحاسن هذا الخبر. والغريب أنه نقل عن ابن خلكان شيئاً من كلامه عن ابن أبي ربيعة ولكنه لم ينقل سنة الوفاة عنه ولا هو أشار إلى اختلافها عما ذكر هو نفسه وليس لدينا إلا فرض واحد نستطيع فرضه الآن وهو أن ابن خلكان ذكر في ترجمة حياة عمر التي تبلغ نحو صفحتين من طبعة بولاق روايتين مختلفتين عن سنه حين مات، واحدة تشير إلى أنه كان ابن سبعين، وأخرى أنه كان ابن ثمانين، وقد تلا ذكر هذه السنين خبر عن موت والد عمر سنة ثمان وسبعين، فلا يبعد أن يكون أبو المحاسن أراد أن يجمع سن عمر إلى سن مولده ليذكر متى مات فجمع خطأ سنة موت والده المذكورة، وهي ٧٨ إلى ٢٣ وهي سنة ولادة عمر فبلغ ١٠١ وهي السنة التي ذكرها. ولا بد لنا من القول إن أبا المحاسن من المتأخرين وليس في كل المصادر التي طالعنا ما يسنده في روايته، وإذن