وقوصوه فرموه وأناس علقت النار في باب القاعة … وهو وقع من القواص، فلحقته النار احترقت ذقنه وشواربه وتشلوط كل بدنه ولا يعاد ينعرف شكله1». ويزكي قول هذا المؤرخ ما جاء في الجواب على اقتراح الأَحباب للدكتور مشاقه وفي حوادث الشام ولبنان لمخائيل الدمشقي وكتاب الروضة الغناء لنعمان القساطلي2. ولا يخفى ما في هذا القول المزكي من المناقصة لقول الدمشقيين أنفسهم فهم يقولون إن سليما قتل نفسه والمؤرخون المعاصرون يقولون إنهم هم قتلوه. فأي القولين نقبل؟ نقول تدل محتويات المخطوطة البرلينية أن كاتبها كان دمشقياً3 من وجهاء الطائفة الأرثوذكسية المسيحية وأنه كان في إمكانه أن يشاهد بعض ما يرويه عن مقتل الباشا وأنه كان يدون رواياته حين وقوع حوادثها أو بعد ذلك بزمن يسير. هذا ولا نعرف له مصلحة كان بإمكانه أن يخدمها بقوله هذا أو ظروفاً كانت تضطره لتزوير شيء عن مقتل الباشا أو أنه كان يتودد للعامة فيكتب ما يرضيهم فهو لم يذكر اسمه ولا مهنته ولم يقصد نشر مخطوطته على ما نعلم4. وكذلك فإن الدكتور
- ↑ المذكرات التاريخية (طبع حريصا) ص ٢٩-٣٠
- ↑ ص ٢٣٣ من الأول وص ٥١-٥٢ من الثاني وص٨٨ من الثالث
- ↑ أو من المقيمين في دمشق
- ↑ هذه الحقائق توصلنا إليها بالطريقة نفسها التي شرحناها في مقدمتنا لمخطوطة القس أنطون الحلبي — حرب إبراهيم باشا في سوريا وير الأناضول — والتي خولت لنا آنئذٍ شيئاً من هذا الاستنتاج نفسه.