صفحة:مشهد الأحوال.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٧

ما أنا سوى رجلٌ
يستسير كالرجلِ
رغم ذا الزمان وما
في خطاه من خطلِ

وقد يخامر الحب النكد، ويداهمه الحسد، وتسعى فيه الوشاة، وتحدق به اللحاة، فينقلب الحب إلى سلوان، والودُّ إلى عدوان، ويبتدل الوصال بالصدود، والأرق بالهجود، ولا يعود للعذل مقال، ولا للنسيب مجال. وحينئذ يهتف المجد بصوت السُّلُوِّ، ويتكلم بلغة الخلو، شارحًا أسباب سلوانِه، وبواعث عدوانه، ويحدث عن الانقلاب، كما قلت في هذا الباب

أأذوبُ لا والله لست أذوبُ
إن قال تركٌ قلت ذا المطلوبُ
إنِّي امرؤٌ عف الطباع وليس لي
بهوى الذي لم يهوني تشبيبُ
لا أنكرنَّ عليه حق دلاله
فجماله للناظرين عجيبُ
ولكل عين أعينٌ ترنو له
ولكل قلب في هواه قلوبُ
لكنَّ قلبي لا يرن بحب ذي
قلب أصم الطبع ليس يجيبُ
وكذاك لم أنكر أناسة وجههِ
لكنه شرس الفواد غضوبُ
ما لم يكن بين القلوب تبادلٌ
في الحب لا حبٌّ ولا محبوبُ
رُح يارسول إلى الحبيب وقل له
مات الغرام لك البقا فتطيبُ
إن المحب سلاك فأبشر بالمنى
واذهب فأنت لمن تشاء حبيبُ
وليهن واشٍ ولتسر حواسد
وليرض لاح وليقرب رقيبُ
والله لو لم يدعني هو أوَّلًا
بوداده لوداده فأجيبُ
ما كنت لا والله همتُ بمثلهِ
حُبًّا ولم يكُ مضَّني التخييبُ