صفحة:مشهد الأحوال.pdf/92

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٩٠

وكيف يرعى كرام الطبع دون أذى
عهد اللئام رعاة الخَوْن والخطل
والله إن خان ميثاقي الحبيب سلا
قلبي وحليت جيد الحب بالعطل
قولوا لميلعةٍ والورد يطبع في
أحداقها شيم الحيران والثمل
ضربتِ بالغدر قلب الصب فاندملت
جراحه من ضراب الغنج والكحل
وقد أخذتِ بأركان الهوى فهوت
وقعًا كما أخذَ الغدَّارُ بالبطل
قومي أريني أيامن بالهوى عبثت
وجهًا كسته يد الإبرام بالهبل
مالي أراكِ بلا لطفٍ ولا خجل
من بعد ما كنتِ ملءَاللطف والخجل
مالي أراكِ إلى كلٍّ على طمحٍ
وكنتِ لي بالحيا مكحولة المقل
مالي أرى النفس منكِ الآن قد سقطت
على الحضيض وكانت في ذرا الكلل
مابال وجهك هذا القحُّ ملتفتٌ
لكل داعٍ وداع كل ذي شغل
مهلًا فلا تدعي نفسًا على طمعٍ
بالوصل منك ولا قلبًا على غلل
فملَّ هذا وذا أقوى وذاك سلا
وأنت أنت بلا سلوى ولا ملل
وعنك كلُّ فتى قدعاد مجتنبًا
سوى فتى من بني الأوباش والهمل
كاتمت ذاالكاشح النذل الهوى ففشى
وراح عن دُبر يروي وعن قُبل
من الأعاجم لا أصلٌ ولا حسبٌ
ولا صفاتٌ سوى الفحشاء والزلل
وحش من الحيوان السقط مفترسٌ
وإن بدا بشرًا فالمسخُ ذو خلل
ما كان قط ليرضى أن يرى شرفًا
فطبعه من طباع البغل والوَعل
يريش نبل المساوي والفساد لكي
يرمي الصلاح ولكن قط لم ينل
وإن يكن بكِ قد تمت رمايته
فأنت ممن أصابتهم يد الفشل
أغنيته عن جميع الناس فافتخري
بذاك يا فخر فرد قام عن جمل