صفحة:مشهد الأحوال.pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٥

ته بما شئت بالهوى وتحكم
واظلم الصبَّ ما شكى وتظلم
إن تكن ظالمًا فظلمك عدلٌ
لمحبٍّ عُني لديك وسلم
لك سلمت يا حبيبي أمري
فلك اليوم أن تجور وترحم
يا هلالًا سبى العيون ببدرٍ
لاح من هالة الجمال المعظم
سد بطرفٍ لهُ لسانٌ وسيفٌ
بهما كلم الفؤاد وكلم
وكذا جر عليَّ إذْ ليس لي من
ذاك واقٍ ولا الزمان إذا هم
مااستجارالمحبُّ بالدهر من جو
رك إلَّا كالمستجير من الرَّم
سفكت بالفتور أعينك السـ
ـود دمي فالأمان يا سافك الدم
قد قضى الله أن أكون عميدًا
بك فارفق إن القضاء لمبرم
كم وكم عن هواك حاولت سلوا
نًا لأقضي منك انتقامًا وكم لم
فصوابي ذوالعدل يدعوإلى الثأ
ر وقلبي ذو الحلم يعفو ويرحم
ذاك ثأرٌ إن يحلو فالعفو أحلى
وكلا الخلتين في الحب علقم
ليس لي حيلةٌ بها العدل يرضى
غير أخذي عليَّ ذنبك فأسلم
إن ذنبي ذنبٌ عظيمٌ ولكن
لك عفوٌ عن ذلك الذنب أعظم
إن أكن قد سلوتُ عنك فما كا
ن سلوي إلا سحابًا تجهَّم
كيف أسلوك يا معذِّب قلبي
لا ومن يدري ما بقلبي ويعلم
فأنا ما بدلت تبرًا بترْبٍ
مذ بدلت الدينار أنت بدرهم
وعلى كل حالة إن أحل يو
مًا فإني أتوب حولًا وأندم
أنت غصن الهناء في العين لكن
أنت والله في الحشا شجر الهم
فجفاك العريض أقتل من سُمٍّ
وصبري المريض أضيق من سَم