صفحة:مشهد الأحوال.pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٤

وخدودٌ جعلت قليها
قاسيًا فظَّا وهنَّ بضاض
ما رنت كالظبي إلَّا وقد
خلت حال الأمر في القلب ماض
وإذا قامت بأردافها
ضاقَ صبري بين تلك العراض
عَبْلٌ لولا نهوض الصبى
كان لم يسمح لها بانتهاض
أيها الحسن العجيب أنا
لك عبدٌ فاقضِ ما كنت قاض
صلْ وطلْ واحكم وتِه وأتمِرْ
فأنا راضٍ بما أنت راض
أنت لي كل الرغابِ وما
أنت في الدنيا بشيءٍ تعاض
كل أهوائي انقرضن وما
لاهتمامي في هواك انقراض
خضتُ منذ الحمل بحر الهوى
وإلى الآن أقاسي المخاض
ها أنا فيهِ على سفرٍ
بادي الإنفاض خالي الوفاض
فمن الأشجان زادي ومن
مدمعي مائي متى شيت فاض
يا أحباي أفاعي النوى
في فوادي لا تكفُّ العضاض
حكم الدهرُ لفرقتنا
ما على حكم القضاء اعتراض
ذكركم زلزلةٌ في الحشى
ولها في كل جسمي انتفاض
وهواكم بي صحيحٌ ولو
عندكم علَّ ودادي وهاض
لا تظنوا أنني مثلكم
أذكر العهد متى الديك باض
ذلك البين ليال على
عاشق شقَّ الليالي وخاض
يا سراة السفح لا زلتم
في انبساط والعدى في انقباض
ما رعى الهفاف غيطانكم
وسقى الرجاف تلك الغياض
وقال