صفحة:مشهد الأحوال.pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٣

غضبى وما إليَّ من ذنبٍ كما علمت
سوى افتتاني بمعنى وجهها الحسن
ما بال أعينها في الأرض مطرقةً
وكلما أطرقت عيناي ترمقني
ونحن في مجلسٍ قد قام من نخب
فمن حسودٍ ومن واشٍ ومن خشنِ
عسى العيون التي قد أتلفت كبدي
كلَّت من الفتك أو ملَّت من الفتن
أو أنها علمت ما قد جنت فغدت
من الخجالة ترنو مثل ذي وسن
هذا إذا لم تكن من غيرةٍ غضبت
عليَّ وهمًا فما عادت تغازلني
ليت المليحة تدري أنني كلفٌ
بها إلى غيرها ما ملتُ في زمني
ولي ثباتٌ عجيبٌ في الهوى عجبت
منه الجبال وحار الدهر ذو المحن
على عهودي وودي قد ثبتُّ لدى
صدم الزمان ولم أنقض ولم أخُنِ
رويد جوركِ يا غضبى بلا سبب
مني الرضاءُ وهل للآن لم يحن
أطلت إعراضك الريميَّ فالتفتي
كالريم نحو فتى أحيى الهوى وفني
حتى يراكِ فيغدو والحشى قطعٌ
والعقل في ذهل والقلب في حزن
ما زال يهواك حتى صار يحسب ما
بين الملا من عباد الشمس والوثن
مهلًا أيا صنم الحسن الذي سجدت
له قلوب الورى من سالف الزمن
شمشومُ داودُ حمنونُ ابنهُ تبعًا
كذا سليمان ربُّ العقل والفطن
لله درَّهُم كلٌّ غدا لبني
حواء قدوة طهر الروح والبدن
وقال أيضًا
أسبلت فوق صحاحٍ مراض
وجلت تحت سوادٍ بياض
غادةٌ في ليلِ طرتها
مدمعي والنومُ فاضَ وغاض
وجهها الراضي رياض البها
آهِ واشوقي لتلك الرياض