صفحة:مشهد الأحوال.pdf/86

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٢

تلك التي حينما زارت عقيب قلى
ترنو إليَّ بطرفٍ سال مدمعهُ
والحسن يطفح من أقطار طلعتها
والوجدُ يقطرُ في قلبي فيوجعهُ
وضعت في يدها ذات الغرام يدي
والعهدُ بينهما يحيي توقعهُ
قالت وقد ذبلت ألحاظها خجلًا
كنرجس جاء حر الشمس يلذعه
أيُّ الذنوب جرى مني وهبكَ أنا
أذنبتُ فاذكر جنونًا كنت تصنعهُ
إني أشعت سلوى حيث لا سببٌ
وكيف قلبك في غيري تضيعهُ
أنا التي لك قد خصصت قلبي إذ
لبست ثوب غرام رحت تخلعهُ
أناالتي في الدجى أصبو لشخصك عن
شوق وفي مهجتي الحراءِ أطبعهُ
أنا التي بك أيدي الشوق قد ربطت
طرفي وطرفك عني السهو يقلعهُ
أجبتها ولهيب الوجد متَّقِدٌ
وفي فوادي أسيافٌ تقطعهُ
الذنب مني فكفي أدمعًا حجبت
برق الشباب بطرفٍ جلَّ مبدعهُ
يا مهجتي يا مرادي يا حياة دمي
يا من بغيرك طرفي لا أمنعهُ
إليكِ ما زلت مجذوبًا بغير يدٍ
وفي حشاي الهوى ما زال مربعه
وكلما كنت أنهى القلب مني عن
ذاك الهوى كان يعصاني ويتبعهُ
فأيُّ سحرٍ عليه قد رميت وما
هذا الذي لك عنفًا راح يخضعهُ
إن قلت حسن فكم بين الورى حسن
أو قلتِ طبعٌ فأنَّى لا أطبعهُ
ها قد عرفت عرفت السرَّ فهوَ على
عينيكِ يفشيه إجهاشٌ ويطلعهُ
أنت التي لك ميلٌ لي إليك دعا
ميلي بعنفٍ فجهلًا كنتُ أقمعهُ
ومن ذلك الصدد
ما للمليحة غضبى لا تكلمني
كأنها بي لم تسمع ولم ترَني