صفحة:مشهد الأحوال.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨١

إليك كلُّ كمالٍ ينتمي ولذا
عليك كل جمال قام مَهيَعهُ
لذاك لا أنثني نحو السوى
فأنا وافٍ وثوبُ غرامي لستُ أنزعهُ
هذه يدي ووثاق العهد يربطها
وذا فوادي وعضب الشوق يقطعهُ
وذي دموعي وخوف الهتك يمسحها
وذاك نوحي وأذن الليل تسمعهُ
قومي بنا ياابنةالصبح المنير
إلى روضٍ بهِ الزهر يحلو لي تنوعهُ
حيث الغدير رأى غدرالقضا فجرى
يانُّ والشطُّ يلويهِ ويدفعهُ
كأنهُ راكضٌ يبغي قتال عدًى
والريحُ بالزردِ الفضيِّ تدرعهُ
وفوقهُ لغصون الحور مشتبكٌ
يحكي صراع عفاريتٍ توقعهُ
والبدرمن خلل الأوراق يطلب أن
يلوح والريح تعطيهِ وتمنعهُ
كغادةٍ نظرت معشوقها فغدت
تلوي الإزار قليلًا ثمَّ ترجعهُ
والشهب تلقي على ظهرالغمام سنًى
كأنها بحبال النور ترفعهُ
والبرق مثل حراب النار يرشق من
قوس السحاب وبطن الجو يبلعهُ
حتى إذا ماالدجى ضمن الوهادهوت
قبابهُ وانزوى في الأفق مجمعهُ
والشرق من فمهِ المفترِّ رشَّ على
وجه السما ماءَ نورٍ راق منبعهُ
والغرب جمعَ جيش الليل فيه وقد
أحاطهُ بذراعيهِ يودعهُ
وقد سَرَت نسماتٌ خلتها سحرًا
روح الظلام الذي قد تمَّ مصرعهُ
والصبح أرسل تلك الروح تسرق من
زهر الربى ما على الدنيا تضوعهُ
صبت عيوني إلى وجه التي سلبت
لبي وملت على صبري أشيعهُ
تلك التي كلما لاحت لدى نظري
ضجَّ الفؤاد بصدري وهو يفرعهُ
تلك التي إن أكن صارمتها غضبًا
فكلُّ مرِّ عذاب كنت أجرعهُ