صفحة:مشهد الأحوال.pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٨٠

كن راحمًا من قد سكنت فواده
صبٌّ لديك رحمت أم لم ترحم
وإذا صرمت حبال ذياك الولا
فأنا لحبل صبابتي لم أصرمِ
ضحك الحسود شماتةً لما رأى
منك القطوب فبَكِّهِ بتبسم
ليس الحسود يسود قط فقلبه
متعذِّبٌ أبدًا بنار جهنم
ومن ذلك النسق
ما زال يعصي الهوى والحسن يخضعهُ
حتى جرت في لهيب الحب أدمعهُ
صب إلى كل حسناء صبا ولها
لكن إليكِ وقاك الله مرجعهُ
هيهات يعشق قلبي يا مناي سوى
هذه العيون التي بالسحر تصرعهُ
لواحظ فوقها بالحسن قد كتبت
يد الصبى جاذبٌ لا شيءَ يدفعهُ
فإن أكن عنكِ أظهرتُ السلوَّ فذا
تظاهرٌ كان يشقيني توقعهُ
أين السلو وطرفي كان يسرق من
مرأَكِ إذ لحت ما في القلب موقعهُ
عودي إليَّ فثوب الميل نحوك لا
يبلى ولست مدى الأيام أخلعهُ
واسترجعي ذلك الأنس القديم ولا
تنسي هوًى في أقاصي القلب مرتعهُ
لا تنكري الحب أو خبي اصفرارك إذ
أبدو فوجهُ المعنَّى ذاك برقعهُ
لحسن وجهك فِعلٌ لستُ أدركه
على فوادي فكم في السر يصرعهُ
لم أدرِ هل قدأراني البرقُ ثغرك إذ
بسمت أم ذاك ماء الظرف ينبعهُ
كأنما بين عينيك الجمال دعا
قلبي إلى فتنة فانساب يتبعهُ
صرعت ذا القلب بالألحاظ ظالمة
فظلَّ يخفقُ حتى ضاع موضعهُ
مدَّت لهُ عينكِ الكحلاءُ سلسلة
خفية نحو أوج العشق ترفعهُ
هناك مراكِ عند القرب يوسعهُ
وجدًا وذكراكِ عند البعد تفجعهُ