صفحة:مشهد الأحوال.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٦

ولكم أجريتُ دمعًا كالدما
من عيونٍ في الهوى لم تنعسِ
دور
جرَّد الأفق على عنق الظلام
صارم الأنوار والقطبُ يدور
وغدا للصبح في الشرق اضطرام
ولجيش الليل في الغرب فتور
فبكت للبين أجفان الغمام
أدمعًا لاحت بأفواه الزهور
ونجوم الأوج غارت في السما
وتوارت في حجاب الأطلسِ
وفوادي قد غدا مضطرما
مذ تقضى طيب ذاك المجلسِ
دور
سطر الفجر على لوح الجلد
بيراع النور أحكام النهار
فازدهى وجه السما بعد الكمد
إذ بدت شمس الضحى والنجم غار
وكذا الثور جرى خلف الأسد
راكب الحوت ودبُّ الأوج طار
وصبت روحي إلى ذاك الحمى
حيثما يرتعُ ظبي الإنسِ
فهناك الحظُّ لي قد قسما
في ليالٍ قد مضت كالعرسِ
دور
يا أخا الأشواق سم صبرًا على
ذلك الوجد الذي فيك جرى
واحمل العشق ولا تشكُ البلا
فالهوى يجري على كل الورى
إن كأس الحب يحلو للملا
وبه كلُّ فوادٍ سكرًا
بئس قلبٌ لم يذق حبَّ الدمى
فهو أحلى من مذاق الأكؤسِ
ورعى الله فؤادًا ختما
بدم العشق وبالشوق كسي
دور