صفحة:مشهد الأحوال.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٧٧

غرَّد الحسن على دوح القود
فغدت ترقص أعطاف الجوى
واستوى الورد على عرش الخدود
لابسًا حلة سلطان الهوى
والعيون السود بالسحر تسود
ولها تخضع أرباب القوى
حدقٌ تفعل بالقلب كما
فعلت كأس الطلى بالأرؤسِ
ونهودٌ غادرتني أبكما
دهشة وهي شفاءُ الخرسِ
ومن ذلك النمط
حتامَ يا ذات الجمال الأعظمِ
تهوين تعذيبي فجسي أعظمي
مهلًا فقد بلغ الجفا ما شئت من
جسدي ورفقًا بالشجي المغرمِ
قسمًا بحسنك وهو خير أليةٍ
عندي وقطُّ بغيره لم أقسمِ
لا أبتغي الإعتاق من أسر الهوى
أبدًا ولو سفكت بواتره دمي
أفدي التي أبدت لعيني وجنةً
تزهو بحسن تضرَّج وتضرَّمِ
قنواءُ إذ هزت قناة قوامها
ناديت وا تلفي وفرط تألمي
يا قلبُ هذا الحبُّ فاحمل ضيمه
علنًا ولا تسمع لهذر اللومِ
واصبر على البلوى فكيف ترد ما
دفعت إليكَ يدُ القضاءِ المبرمِ
قل للذي يشكو الهوى وهوانهُ
سلم أمورك للأحبة تسلمِ
يا ربة الحسن التي سبتِ النهى
يكفيكِ ما فعلت عيونكِ فارحمي
حللتِ فصلي وهو غير محلل
وحرمتِ وصلي وهو غير محرَّم
عودي المحبَّ فسقمهُ لكِ شاهدٌ
عن صحة الحبِّ الذي لم يسقم
لا أشكونَّ لكِ الصبابة والجوى
حذر المخيبة فارحمي أو فاظلمي
فإذا راكِ القلبُ ضجَّ كأنهُ
لكِ يقصدُ الشكوى على كره الفم
٢٠