صفحة:مشهد الأحوال.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٤


وانتم الفرقة الصغرى . ونحن فعلة الطبيعة. وشغلة الارض الوسيعة . تحرث الارض ونشتغلها . ونسكن الرحاب ونأهلها ، فلا نحتاج اليكم ولا للمثول لديكم . اذ تقتات من البيت والشجر . ونلبس الصوف والوبر ونستضيء بالشمس والقمر . ونتوسد التراب والحجر ، على البال ، وخلو البلبال، وصحة البدن ، وطيب الفدن . أما انتم فماذا تعملون اذ لم نرقدكم . وكيف تعيشون اذا لم نفدكم. يانسل البليد واهل التليد . فهل يغنيكم التبر عن التراب . والاكتان عن الرحاب . والياقوت عن القوت ، والبحر عن الحوت - انما الدر من الصدف . والانتظام من الصدف . فاذا اطمعتمونا بمالكم . فلنيل امالكم . وإذا عاملناكم باعمالنا . لتخفيف أحمالها . فانتم تحيون بنا ، ونحن نشتغل بكم فلا تحيجونا لتلبكم او لسلبكم الغنى . فنهض الفني على قدميه . وبسط جفون عينيه. وكثر اسنانه ودلع لسانه . لماذا اكثرت شتمى ، واطلت رجمي ، وانت تغيظني بخطاك . وتعدي عن الحدود خطاك . هاتكا حرمة الادب . وفاتكا بسطوة النشب . فلا اعتين عليك، وإذ لا تهذيب لديك · على ان الفجور من شان الفاقة , وما افتح الفاقة والحماقة ، فلا يجود الفقير، ولا يسود الاسير الفقير الشتم بالشتم. والرجم بالرحم ، ولو لم تتخط الادب ، ما استنطقتك العتب . فانت المبتدي . والمبتدي معتدي . والادب من خلق النفس . كالنور من الشمش : لا ياتى بالكتاب . ولا بالحبد