صفحة:مشهد الأحوال.pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٢


جلس الغني على ذلك الديباج العظيم . وإحقوقف الفقير على مخلوق الادئم ، اما الغنى فكان متسربلاً بالارجوان .مزرورا بالحجهان وعلى راسه اكليل مرصع . وفي اصبعه خاتم يسطع. والحفد يطوف حوله ، والحشم يمتثل قوله . أما الفقير فكان ملتنا بالاسمال والاطار . وممنطقا ومبرقعا بالاتعاب والأكدار . وعلى راسه عامة خلقة . وسيف اصبعه خاتم حلقة - فرفع الغني الى الفقير نظره وحملقه وشذره ثم قال له بلسان جري . وصوت جهوري الغني ، ما شانك والجلوس امامي . والحضرة في مقامي . يا أيها الرجل الحقير. والانسان الفقير. فكيف جسرت على الدخول في هذا الباب.وشجعت على هذه الاعتاب . ومن أنت وما أنت . وكيف وجدت ومتى كنت . اما تدرى ان الاغنيا سلاطين الزمان . وارباب الاوان ، وهيبتهم تهول الحدثان , اذا تحركوا حركوا . وإذا نطقوا استنطقوا ، وإذا خاطبوا خطبوا . وإذا طارحوا طرحوا ، فهم الذين پسودون الجماعة . ويتصدرون في كل قاعة . يخطرون في أعظم الثياب . ويسحبون مطارف الاعجاب . لهم المقامات العليا . ولاجلهم خلقت الدنيا ، فيجننون مسراتها ، ويقطفون ثمراتها . وبهصرون كل عود . ويجندون كل جود الفقير ، لا تفتخرايها الغني بغناك . ولا تعجب لجمال مغناك . فما ذلك بصالح الاعمال . وما كان الا للزوال ، راكنت دهقان الزمان وقهرمان الحدثان - فستظلمُ بسراجك ، وستدرج بديباجك . وأنت