صفحة:مشهد الأحوال.pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦١


لم يمكنه استخدام الغير . ما لم يف الخير ، فجرت الامور يجري الاجور وهكذا كان الناس يتقايضون المتاعات . ويتبايعون البضاعات فالبهايم بالبهايم . والغنايم بالغنايم ، والمحاصيل بالمحاصيل ، والمثاقيل بالمثاقيل . وما زالوا على هذا السلوك ، حتى ابتدعوا المسكوك فابداء الذهب لمعانه . وأطال شوكته وسلطانه .واهتز كل لسطوته وارتعد وخضع الكل له وسجد على ان الحيوة صارت تدور عليه ، ومجد الانسان يقوم لديه . فبقدره يقدر الانسان . وبكاره يكثر الاحسان . ر بوجوده وجد المفقود . ويفقده فقد الموجود . فهذا ما يقال له المال وما عليه مدار الاعمال ، فالمال رب قدير ، وسلطان نصير تندك لهيبته الجبال . وتعنو لديه الملوك والاقبال ومنشاه الزمان ، ويرهبه الحدثان . وتنطفي منة النوايب . وتختفى الشوارب . فيه المجاهل يعقل والخفيف ينقل . والحيان يشجيع . والبليد يهرع، والنهيه يفصح ، والمعنوة ينصح، والأخرس اسجع ، والاسم يسمع ، والعبد يسود، والاعمى يقود والحقير يعظم ، واللتيم يكرم . والممقوت يرد، واالهمل يعد . اما بدون المال فالعاقل يحسب جهولا . واللبيب مهبولا ، والعزيز ذليلاً . والاصيل دخيلاً . والنبيه فهيها ، والفقية سفيها . والصحيح سقيها . والكريم لئيما . والطيب خبيئًا . والقديم حديثا . والشجاع جبانا والوفي خوانا . والمستقيم معوجا ، والحى مسجـي . والمحب مبغوضاً . والصديق مرفوضا . وكل ذلك يعلمة الجاهلون ويجهله العاقلون

* هذا حال الغني والفقير *