صفحة:مشهد الأحوال.pdf/63

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٩
حال التمدن

كل حال تدور على هذه الحال . فهي قطب كل الاحوال . ولا باسط حقايق التمدن الجليل أبلغ من تلاوة الانجيل . فهناك التمدن وقراره . ومحوره ومداره . هناك يقوم تأديب الطبيعه ، وتهذيب الشريعه وإصلاح السيره. وفلاح السريره ، وتبادل الحب والولا. وتراضي البغض والتلا. ومحبة المغريب وإجارة الغريب، وصلة الفقير ومواصلة . الصغير، وعيادة المريض. ومواساة المريض. وزيارة الاسير . وجبر الكسير . وتعزية الحزين. والرفق بالمسكين . وإحتقار المال, وإعتبار الاعمال . والتزام الخالق . وإطراح الخلايق . وطلب الصالحات وترك الطالعات فهذا اختصار التمدن المطول ، وما عليه المعول فلا تمدن بين أوليك الذين يتعرون من هذه الصفات . وينفرون من تلك الكملات ، فلا يقوم التمدن . أدى من اغننى عن فعله بالاسم ، واقتصر عن حده بالرسم . ولا تمدن بين أوليك الذين يخيطون الثياب . ويمزقون الثواب . ويحسنون المسير. ويسيئون المصير. ويعجلون الخُطا ، ويجعلون الخطا ، ويمسكون العصا ويرتكبون العصا . وينصبون الميزان، ويكسرون الأوزان ويعجمون لسانهم. ويرجمون انسانهم . فيتفاصحون بالعجمات، ويعرفون بالنكرات ويتداولون المجهولات ، ويتجاهلون المعلومات، وينظمون الموضوعات . وينثرون المحمولات . ويحبون الظواهر ويبغضون الضوامر