صفحة:مشهد الأحوال.pdf/62

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥٨


ولا يعباء الا بالحال . ولا يفكر إلا بالمحال ، فتراه هايما بالاموال وضاربا في وادي الامال . يتوقع المراتب ولو بعدت عنه ويستعطف المناصب ولو نفرت منه ، ويستحب الباغض . ويستقنع القابض . وربما نقلد السيف وهو الجبان . وطلب الكرامة وهو المهان . وقد جرى ما جري . قتلت لمن درى ، وفي كل ميدان مجال . ولكل مقام مقال

أسير ينادي العنق يادهر لبه
حبوة حلى التشريف لكن لسبه
أرى الظبي لا يشتاقي الاكناسة
وذا الجميع لا يلتـذ الا بقضبه
ففي قفص البلور للطير سجنه
وللظبي في صرح العلاكل كربه
وهبك وثاق الاسر صيغ من الندى
فهل لاسير غل فيه روى به
فمالامر عيش سوى بين قومه
ولامحسن للمرء غير محبه
ايخدعني خصم بحلو كلامه
اذا كان مر البفض يجرى بقلبه
وما هو الا الغبن ان يقبل الفتي
سلام الذي لا يرتضي غير حربه
ومن صغر في النفس بسطامر عيدا
لمحة من لم يسع لا بسلبه
وكم سارق أغرى صغيرا بفلسه
ليقتال دينارا راه بعبه
اذا كان لي يوما لسانٌ قل ولا
اخاف وما خوف الفتى غير شجبه
ولا ريب ان الموت خير لعاقل
يعيش أسيرا للعدو وصحبه
اذا كنت ذاعضب فكن رب ساعد
وإلا فخل المشر في لربه
ومن لم يكن للسيف أهلا فلم يكن
على جنيه ذا السيف إلا لضربه

.