صفحة:مشهد الأحوال.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨


وتميز الاشخاص المجتمعة . وتتهذب الاطباع المندفعة ، وما زال الاجتماع آخذا في ازدياده ، والنظام سالكا في انعقاده والضرورة نجهد المجرى والعقل يجد بالمسري الى ان اتصلت القبايل بالقبايل ولحقت الاواخر بالاوابل

حال البلاد
وإذا نظرت الى البلاد وجدتها
تشقى كما نشقى الرجال وتسعد

ولما سكن الانس في الانسان ، وجمع بين أشتانه الاقتران انف البادية وابي . والف الحاضرة وصبي فجمل بنصب المداين ويغرس الجناين . فعوض الخيام بالقصور والدمن الزهور والأوتاد بالدعايم القوايم والاطناب بالمناطر العظائم . فيتحاشى غوابل الاخطار وسوايل الامطار . حتى اذا ما اشتغل معجل دون آخر. حينها الامام اثر هرع اليه الجوار . واخذوا يستزيدون العمار، وإذ اتسع المحيط، وعظم الخليط . قيل بنى الامير المدينة أودخل نوح السفينة وهكذا تنشا البلاد و ينظم شمل العباد ، وبقدر اهمية المركز تتسع الدائرة . وعلى قبول تلك السعة تقبل الزايرة، وربما أصبحت المدينة مقاما عميما، أو عالما عظيماً ، اذ تعود مشهد ا لعجايب الخليفة .. ومحل كل وهم وحقيقة · فتموج فيها الناس موج الجور ، وتصب اليها الركبان صبا النهور . وتر ين في اسواقها قعاقع الالات وتحتبك في شوارعها معامع المركبات وتفتح ساحاتها لدخول الملذات والالام . وتطبق قاعاتها على عجاح