وتميز الاشخاص المجتمعة . وتتهذب الاطباع المندفعة ، وما زال الاجتماع
آخذا في ازدياده ، والنظام سالكا في انعقاده والضرورة نجهد المجرى
والعقل يجد بالمسري الى ان اتصلت القبايل بالقبايل ولحقت الاواخر
بالاوابل
ولما سكن الانس في الانسان ، وجمع بين أشتانه الاقتران انف البادية وابي . والف الحاضرة وصبي فجمل بنصب المداين ويغرس الجناين . فعوض الخيام بالقصور والدمن الزهور والأوتاد بالدعايم القوايم والاطناب بالمناطر العظائم . فيتحاشى غوابل الاخطار وسوايل الامطار . حتى اذا ما اشتغل معجل دون آخر. حينها الامام اثر هرع اليه الجوار . واخذوا يستزيدون العمار، وإذ اتسع المحيط، وعظم الخليط . قيل بنى الامير المدينة أودخل نوح السفينة وهكذا تنشا البلاد و ينظم شمل العباد ، وبقدر اهمية المركز تتسع الدائرة . وعلى قبول تلك السعة تقبل الزايرة، وربما أصبحت المدينة مقاما عميما، أو عالما عظيماً ، اذ تعود مشهد ا لعجايب الخليفة .. ومحل كل وهم وحقيقة · فتموج فيها الناس موج الجور ، وتصب اليها الركبان صبا النهور . وتر ين في اسواقها قعاقع الالات وتحتبك في شوارعها معامع المركبات وتفتح ساحاتها لدخول الملذات والالام . وتطبق قاعاتها على عجاح