صفحة:مشهد الأحوال.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧


المحال الهيئة الاجتماعية ولما تقومت العيال. وتبادلت الاميال . اخذت كل عيلة تقترب من جارتها بالزواج . وثقايضها في أدوات النتاج . فاشتدت الروابط بين البشر ، وانتصب عمود الوطر . وشرع الناس بحاضرون . وإلى بعضهم البعض يسافرون . حتى تشيدت بينهم المعاملات . وتمكنت المبادلات . فكثرت الحاجات الانسانية . وتفاقمت الضرورات البدنية حتى التزم هذا الى ذاك . وإحتاج ما هنا إلى هناك ، وما لبث أن انتظم نثار البشر . وأنضم البدوالي الحضر ، وهكذا قد استحدث الانسان شرايع الانضمام . وإنشأَ مواطن الالتئام . فنهضت مطامع النفوس . وحامت السعود والنحوس . حتى ثار الناس على بعضهم البعض . وجعلوا يسقون بدمائهم الأرض . فساد هولاء واغتوا . وافتقر اولئك وعنوا فقامت الملوك والروساء . وتمكنت الاسياد والامراء حتى أتى الانسان ما جناه . وهلك بما جناه . اذ اضحت الروس تتهشم نجت مطارق السيادة ، والافكار تصل في مناهج القياده ، واخذت الانسانية بما أبدعت من المتاعب. ورجعت تشكو صروف المصائب فما مصائبها الا ماربها . وما أوجاعها الا اطاعها . ولما احتاج الانسان الى لوازم الحيوة الاجتماعية . وبواعث السكني الانتظامية .أفضت به الضرورة إلى التمدن والالقاب . ولحم الطبيعة بالاداب . ليحسن نظام الجماعة في سلك الاتصال ، وتتسهل سبل الافعال والاعمال