صفحة:مشهد الأحوال.pdf/19

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٥

فلا يكون الا مضغة في أفواه المطامع . وكرة تتلقفها القوامع . ولذلك انما يوجد مهبطا لحوادث الحدثان ومسقطا لمكاتب الزمان . ولا تزال زهرة هذا الشباب الزاهي بين ذبول وافترار. ولا يبرح بدر هذا العصر الباهي بين خسوف واسفرار الى ان تنثر الشيخوخة تاج تلك الزهره ويصفع الهرم وجه هاتيك القمره. حيثما يسقط الشباب من فرشه . ويرتفع المشيب على عرشه

حال الشيخوخة

ان حياتنا هي بخارٌ يتصاعد قليلا ثم بضحل ، نعم . كل بضيل ، كالضباب . حتى الحبال تمر مر السحاب . فلا دوامٌ للوجود ولكنها العدم محال ولا طمع في الخلود . فكل مركب للانحلال ، فلا يزال الانسان سايرا في طريق عمره سير المسافر في القفار · الي ان يبلغ رابع الادوار . وهو دور الدثار . هذا اذا امكنه الخلاص من لصوص الحوادث ، والمناص من أسد الكوارث . ونهبة الاعراض . وقتلة الامراض . فيلبث هناك منهوكاً من تعب المسير. ومضض التاثير . اذ يعود منحيا تحت احمال الحياة وانتقالها - ومرضوضا من صدمات الدنيا واهوالها، فتصمت ضوضاء حواسه وهواجسه ، ويخرس رنين انفاسه و,ساوسه . فيكف بصره . وتجف فكره . ويقل ذوقه .ويكثر شوقه ، ويبخل حتى بالفلس ، ويزيد حرصهُ على النفس ، ويجود الناس ، فإذا التفت الى ورائه وراى الدنيا التي قطعها والطريق التي