صفحة:مشهد الأحوال.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٤


ومرسحا تلعب به الامال . وترقص فيه الملذات والاماني . ونحوم حولة البشاير والتهاني . فتشمله شمول هذا الظهور وتلعب برأسه حمية هذه الامور فيبات سكران بالافراح . ومأخوذا برنين تلك الاقداح . فيبسم مدي الاوقات . ولا يعلم ما الافات . إذ يظل ملتفا بكساء الامال . ومحتفا با وهام الاعمال فلا ينظر الا الى ذاته ، ولا يحفل الا بصفاته . هايما في ملاهي دنياه . ومتهافتا على حداثة قواه . وهكذا فيهبط في وادي هذا العالم الملم .و يخبط في ذلك البحر الخضم . ولا يزال بين هبوب وانكباب الى ان ينشلة الصواب ويدركة الشباب

حال الشبوبية

. أما الشبوبية فهي الدور الثالث للاجل . ومحل الكد والعمل وموقع الياس والامل .حيثما يوجد الانسان ضائعا في مفازة العمر حائرا في تنوفة النهي والامر ، فيرى نفسه قايما في وسط هذه الدنيا . منطقاً بكافة الاشيا. ملنطا بامواج العالم وأهوائه · مصروعا وماخوذا بضجاته وضوضائه . وهكذا فتنهض في قلبه ثورة الحواس . ونشب في دماغه نار الوسواس . وتصفر في سريرته ربح الاهجاس . فيندفع الى منازلة الاقدار والايام .ومقاتلة الحقايق والاوهام فتارة تهب به الامال إلى اوج الافراح والمسرات . وطور أتكب به الخيبات في حضيض الاتراح والحسرات . يرى العالم فريب المنال . فيندفع وراه على متون الاهوال حتى اذا ما ظفر بالبعض طمع بالكل ، وإذا فاز بالشبح رغب في الظل