صفحة:مشهد الأحوال.pdf/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٧


إلى أن أقول
قسي فوادك ما استطعت فان لي
سحرا يقود زمانه ويسوس
هذا فواد من جديد بارد
ابدا وذاك السحر مغناطيس

فهنا ترى في البيت الاخير حقيقة كل الفاظها طبيعية محضا وادبية معنى لان المراد هو عصاوة الميل المعبر عنها بفواد من حديد و الاستعطاف المعبر عنه بسحر من مغناطيس اي حسن البيان والوجه في هذه الحقيقة . هو الشبه الحاصل بين الحديد والقساوة وبين المغناطيس وحسن البيان ، على انه كما ان المغناطيس يجذب الحديد هكذا حسن البيان في التكلم يجذب الخواطر القاسيه .

كلام على ما تقدم

أنه لما كانت الحقايق الادبية مشيدة على التصورات والأوهام او على الصواب والاستحسان . او على الحوادث الاجتماعية والمبادي العرفية ، كان جوقها خاضعا لأحكام العقل عليها وتصرف الزمان بها . ولذلك كان اغلبها يتقلب حسب تقلب اهراء البشر ويتغير تغير الظروف وينتقل تبعا لنقل الازمنة والاجيال . وهكذا فاننا نرى كثيرا من الحقايق الادبية التي كانت تعتبر قديما كحقايق صحيحة راهنة صارت تعتبر اليوم كخرافات وأراجيف ، وكذلك يوجد من هذه الحقايق ما يختلف اعتباره بين البشر اختلاف أجناسهم ونواميسهم وأذواقهم . ومن هذه الحقايق ما يختلف مقامه اختلاف عقول الافراد باحكامها . فما يراه الافرنج صحيحا يراه العرب عليلا رما