صفحة:مشهد الأحوال.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٢٢
في الحقيقه الطبيعيه العرضية

أن هذه الحقيقه هي كل أمر يعرض عن غيره ، ولا يكون موجودا بذاته فيكون عكس المتقدم . وذلك كالثقل . والبرودة . والظلمة . فان النقل ليس له وجود ذاتي في الطبيعه بل هو أمر يعرض عن جاذبية الأرض للاجسام التي على سطحها ، وهكذا البرودة والظلمة . فالاولى تعرض عن ذهاب الحرارة ، والثانيه عن ذهاب النور . ولذلك فالثقل والبرودة والظلمة هي حقايق طبيعيه عرضيه

كلام على ما تقدم

لما كان مدار الحقابق الطبيعيه يقوم على المعلومات الوجودية الخاضعه للادراك الحسي والعقلي . كانت منزلتها أعلى من منزلة الحقائق الادبية التي لا تدور الا على التصديقات التصورية الخاضعة لاحكام العمل الهفوي واوهامه بدون علاقة مع أحكام الحس المعصوم. وهكذا فالحقايق الطبيعية تشتمل على الصمعه والتبول بديها غير محتمله ما تحمله الحقايق الادبيه من النضال والجدال والقبول والرد . فلا يسع العين انكار وجود النور ، ولا تحتمل الان حجد رنين الاصوات . ولا يمكن الشم رفض وجود الروايح . ولا يطيق الذوق نفي الطعم ، ولا يستطيع اللمس جهل الملموسات . ولذلك فاصحاب الحقايق الطبيعيه لا يختلفون في احكامهم الا عرضيا لانهم لا ياخذون احكامهم الا من طبيعة المحكومات الراهنة ، ولا يقبلون حقيقة ما لم تقم لهم الحجة على صحتها من نفس طبيعتها . ولا يبنون