صفحة:مشهد الأحوال.pdf/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٦

الفواعل الطبيعية . تصادم مجال الحركة العضوية ، ولم تبرح الأكوان الخارجية . تعارض مجرى الاعمال الحيوية . حتى ينقطع الواصل . ويتفرغ الحاصل . اذ يكون الظاهر . عاث بالباطن . وعبث الراحل با لواطن ، فينحط الركن العضوي . ويندك الوطد الحيوي . حتى اذا ما نغلب التحليل على التمثيل، وترجح التفصيل على التوصيل بطلت عوامل الاحساس . وهبطت صواعد الانفاس . وسكنت ضجات الافكار . وسكنت حركات الابصار . ولم يعد في الذهن تمثال ولا في اللسان مقال . اذ يبرقع العدم محيا الوجود ، و بطفي الخمود . اعين الوفود ، ويضرب السكون هام الحراك . ويصنع السدر قزال الادراك ، وهكذا تستولى ظلات الحنوف ، وتنجدع شوامخ الانوف . فلا سيف هناك ولانجاب . ولاتبهنس ولا اعجاب حيثما يبتلع الكل فم القبر الفاغر . ويهضم الجميع جوف التراب الداعر . فهناك تخذل الرؤوس المترقيه . وتعفر الوجوه المتنفيه ، وتغور العظات ، وتمور الكرامات . ويتمزق البرفير والارجوان ، وينكسر كل قضيب وصولجان . وتتساقط الاكاليل والتيجان ، فترى الأرامس تنطبق على القصور، والسرادق تنطوي في القبور، والتابوت . يحمل المعركات . والدركات تعلو على الدرجات . هناك تسكت ضوضاء النفوس . ونخرس رنات الكؤوس ، وينتثر عقد الاعمال ، وتنفرط سلسلة الامال . وترد جوامع الجوانح ، وتصد طوامح الجوارح . هناك بروى المجهود عن الهيبة . وتضحك على الشهود أفواه الغيبه.