صفحة:مرآة الحسناء.pdf/219

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢١٥

كل الانام سكارى
فيه بخمر المحالِ
حياتهم كمنامٍ
وطيبها كالخيالِ
وكل شيءٍ عليها
مصيرُهُ للزوالِ
وقال يهنيءُ سيادة المطران بولس حاتم رئيس اساقفه الروم الكاثوليكيين في حلب بقدوم علامة الشرف لهُ
رأَى الفخارُ محلًّا عاليَ الكللِ
فحلَّ فيه حلول الشمس في الحملِ
والدهرُ فداطلعَ المجدَ الوطيدَ على
احبابه فاتاهم طالبَ القبلِ
فعاد يهتزُّ عطفُ الفوزِ عن مرحٍ
وراح يفترُّ ثغرُ العزِ عن جذلِ
وقد غدا هاتفُ البشرى يقول لنا
طابَ الهناءُ ولذَّ النيلُ للاملِ
فلم يعدْ من فوأَدِ غير مبتهجٍ
الَّا الحسود فدعهُ في يدِ الخجلِ
كنْ بالغَ البشرِ ياذا الحبرُ بولس في
وسام فخر الى من افخرِ الدولِ
فانتَ يا ايها الراعي الذي لمعت
انوارُ آلائه الغراءِ في المُلَلِ
قد ازدهیتَ بمااوتيتَ من شرفٍ
مثل ازدهاء الرُّبي بالنرجسِ الخضل
لا بدعَ ان نالَ شعبُ اللهِ منك هدىً
فانت بولس في علمٍ وفي عمل
فمن شفاتكَ شمسُ الرشدِ مشرقةٌ
وفوقَ صدركَ نجمُ المجد لم يفلِ
رنَّت بوعظك اعماقُ القلوبِ وها
تكسرت بقواهُ شوكةُ الزللِ
وكيف ذا القول لا يشجي النفوس وقد
كادت تخر لديهِ هامةُ الجبلِ
روموا الهنا ايها الروم الذين رقوا
شأْو المفاخر منذُ الاعصر الأُوَل