صفحة:مرآة الحسناء.pdf/220

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢١٦

فقد أتى شرف من ذي الجلال الى
راعٍ لكم راح يرعى ساهرَ المقلِ
وكلما ازداد ربُّ القوم رفعتهُ
تجري على القوم رفعًا صيغةُ البدلِ
حبرٌ اخو هممٍ تحكي الصفاح وذو
فعائلٍ لم تشبها ريبةُ العللِ
على صفاتٍ اليها مال كُلُّ فتى
من التشوُّق ميل الشارب الثملِ
ومذ رأت رُتَبُ العلياءِ ليس لها
اهلُ سواهُ فوافتهُ على عجلِ
ارضى المليكين في ارضٍ وفي فلكٍ
فليهن بالاطولين الباع والاجلِ
وحين خال سواهُ ان يماثلَهُ
بين الورى وهو فردٌ فاقد المثل
نادى السنا والسنى ارّخْ اضاءَ بنا
ليس التكحُّلُ في العينين كالكحلِ
سنة ١٨٦٤
وقال
بدتْ فلاحَ هلال السعد من اسلِ
وغازلت فانتضت سيفًا من الكحلِ
غيداءُ تجدح كاس السحر مقلتها
وقدها يفضح الاغصانَ بالميلِ
تسبي النهى بخدودٍ زانها خفرٌ
منهنَّ اضحتْ خدود الورد في خجلِ
بي غادةٌ جفنها خمرَ العقول غدا
واصبحَ الوجهُ منها سكَّر المقلِ
عاتبتها وعتاب الحب الطفُ من
ريح الصبا فانثنت كالسمرِ والذبل
من قاس يومًا بغصنِ البانِ قامتها
اخطى فما لغصونِ البانِ من كفلِ
الذُّ لي من عبير المسكِ نكهتها
وريقها بفمي احلى من العسلِ
فتَّانةُ الطرف لا ترنو مغازلةً
الَّا تغادرُني كالشاربِ الثمل