صفحة:مرآة الحسناء.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧
قافية الباء

ان كان أغضبني عليكِ تحيُّري
حبّاً فودُيَ لم يشأ أن أغضبا
ليس المحبةُ كالوداد فتلك في
صَلَفٍ تقومُ وذاك في دعةٍ ربا
كوني بمجد جمالكِ الزاهي على
نعمٍ وان اكُ في هواهُ مجرَّبا
ما زال وجهكِ يستعيد قطوبهُ
حتى عدا وجهي فعاد مقطّبا
لا تنجلي بظهور حسنكِ لي فذا
شرفٌ ولا تَدَعي السنى منحجّبا
فاذا الغنيُّ أضاق بخلاً عيشهُ
ما عاشَ الا كالفقير مخيّبا
يقضي اللياليَ وهو يجهدُ ان يرى
كاساتهِ تُملى وإن لا يشربا
لم يقنع الانسانُ قطُّ بمكسبٍ
يوماً ولو أُعطي الكواكبَ مكسبا
والضيمُ يعذب للفقير اذا رأى
رب الغني في بخلهِ متعذَّبا
كم يفعل ابنُ الجهل ما هو مكربٌ
ويقول أنّيَ قد فعلتُ المطربا
والمرءُ قد يغدو ذميماً في الورى
يوما يحاول أن يكون مطوّبا
عظم الشقافي ذي الحيوة فلانرى
شيئاً بها لذوي النهى مُسْتَعْذَبا
ولربَّ ساعة راحةٍ للمرءِ قد
تركت لديهِ كلَّ شيءٍ متعبا
ما دام جنح الموت فوقَ الكلِّ ذا
خفقٍ فكل العمر يذهب مكربا
فاذا بسطنا الجسَم في تشريحهِ
تلقاهُ للموت الزؤُوم مركَّبا
كل ُّالوجود محاربٌ أجزاءَهُ
حتى يتيحَ لها الفناءَ المرعبا
فحيوةُ كليّ الطبيعةِ طالما
حلَّت حيوةَ الجزءِ كي تتركَّبا
هذا هو المجرى الطبيعيُّ الذي
نهجتهُ حكمةُ قدرةٍ لن تُسلبا
لكنما للناس موتٌ غيرُ ذا
أعني بهِ البينَ المقيمَ تغرُّبا