صفحة:مرآة الحسناء.pdf/20

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٦
قافية الباء

لو لم يكن معنى العبائر بادياً
في وجهها الباهي لكنتُ مكذّبا
يا قلبُ حاصرك الجوى فاثبتْ لهُ
ما دمتَ برجاً لا فقدتَ الكوكبا
هجَّ الهوى في عالم الاشجان بي
واضاعني بين الاسنّةِ والظبا
واعادني حيران لا الوي على
احدٍ ولا ادري المقامَ الانسبا
متشرَّد الافكار مسلوب القوى
قلقَ السريرة لا اصادفُ مأْربا
غرقان في بحر الهوادس خائصاً
ليلَ الهواجس هائماً متعذّبا
متوحّداً الهو بفكريَ حيث لا
رشدٌ فلستُ أصيبُ فكراً صيَّبا
اتوسّمُ الاوجَ الوسيمَ وشهبهُ
فكأَنَّ لي فوق المجرَّة منصبا
وارى النجومَ تهمُّ ان تهوي على
رأْسي ولكن لا تشا أن تقربا
وإِخالُ بدرَ العشر وجهَ غزالتي
عني بميل فأَنثني متغضّبا
وكأَنما جَلَدُ السماءِ بزُهرهِ
روضٌ بزَهر النَور اصبح مخصبا
والبدرُ ذوالانوار امسى الدُّجى
مَلِكاً لهُ غدت الدراري موكبا
انا في الهوى اصبحتُ معتزلأ فلا
أبغي سوى هجسي أخا ليَ أو أبا
والعشقٌ أبعدُ منزلٍٍ يدع الفتى
عن أهلهِ وصحابهِ متغرِّبا
يامن أذابتْ مهجتي رفقاً بمن
عن حسنكِ الاسنى عناهُ تسبّبا
عظمت بيَ الأشواقُ حتى أنني
قد صرتُ أخشى الهجرَ اذ لن يحسبا
كم طرفُكِ الوسنانُ أوهمني الجفا
بفتورهِ وهو الوفا ليَ قد حبا
فأَعودُ في غضَبٍ كأَنَّيَ طالبٌ
سبباً بهِ أجدُ العتابض الطيّبا
باربَّةَ الدّلّ الذي ذلَّتْ لهُ
نفسي ويا من عشقُها لن يذهبا