صفحة:مرآة الحسناء.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨
قافية الباء

يا أيها القوم الذين تغرَّبوا
عني وقد جعلوا الثبوتَ تقلبا
أنتم ركبتم ظهرَ قفرٍ سائلٍ
وأنا جريتُ على القفار مشبّبا
لو كان يدري البحرُ ندبيَ والبكا
لأَعادكم نحوي وسدَّ المندبا
أوَلو درى أنَّ الذين عليهِ هم
أنتم لصفَّقَ بهجةً واسترحبا
ولكانت الأمواج ترفع هامها
فوق الجبال لكي تنادي مرحبا
سيروا فربُّ البحر يمحو الموجَ اذ
بمثلَّث الاسنان يحمي المركبا
ودعوا أليفكمُ القديمَ مراقباً
زبدَ المسير وللقا مترقّبا
يرنو إلى الشهبا فينظرها غدت
سودا ولو لبست وشاحاً أشهبا
وكأَنَّ قصرّكمُ أخو عقلٍ رأى
مينَ الحيوة فرأمَ أن يترهَّبا
وكأَنَّ قلبي بعدكم عصفورةٌ
سقطتْ على شركٍ فرامت مهربا
ولربَّ ليلٍ بتُّ أقرأُ آيهُ
والقلبُ لم بفهم سوى حاءٍ و با
أصبو اليكم والحشى مضرومةٌ
بلهيب أشواقٍ أبتْ أن تُحسَبا
ليلٌ تلوحُ من الغمام نجومهُ
كالحرش من أدغالهِ تبدو ظبا
والشرقُ من شفتيهِ يطرح أنجماً
ولبلعهنَّ اعتاد يدعو المغربا
والشمسُ في لجج المغارب كلَّما
غاصت تعير الأفق ثوباً مُذهبا
تحكي رداحاً ذات شعرٍ أشقرٍ
سارت فلاح الشعرُ والوجه اختبا
لكنَّ أفاقَ الشمال لحرصها
لا تسمحنَّ لنجمةٍ أن تغربا
فیثورُ في أقصى الدماغ تعجبي
اذ أنظرُ الكونَ العجيبَ المرهبا