صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

سرية العمل . وفي أواسط يونيو قصدنا متفرقين بساتين جرمانا بغوطة دمشق . . . وبعد حين جمعنا شملنا وغيرنا زينا ، وغادرنا مكاننا تحت جناح الليل قاصدين الى خلخلة ، مارين بغير اكتراث بالمخفر الذي يعترض طريقنا اذ كان في وسعنا الاستيلاء عليه ولكننا لم يعترضنا أحد ولبثنا يومين في خلخلة ندعو الى ضرورة انضواء العرب تحت راية الامير فيصل . ومنها قصدنا في طريقنا الى القرية المجاورة ( الحلبية) . ولما كان شيخها تظاهر بالصداقة للسلطة التركية ، فقد تحاشى الاجتماع بنا ولم يضفنا ، فأوجس زملائي أن يتكاثر علينا أهل القرية فيتعذر علينا الدفاع ، ثم يسلموننا للحكومة التي كانت قد أعلنت على انها تمنح لمن يأتي بأحدنا حياً أو ميتا مكافأة قدرها ( ٥٠٠ ) ليرة ذهبية . فرأيت أن لا خلاص لنا إلا بالاقدام ورباطة الجأش ، وهنا تقدمت من ابن الشيح زاعما انني صديق حميم لسليم الاطرش ، وكان بحكم حاكم الجبل في نظر أهاليه ، كما انني أخ النسيب الاطرش ، ولم أقم بهذه الرحلة إلا بعد الاتفاق معهما بهذه المعاملة الشاذة التي لا يليق أن يعامل بها الضيوف . فتغير الوضع ا ، وانني على استعداد لمغادرة القرية واخبارها . . ی آنند ، وذبحت لنا ذبيحة ، وأنانا منشد القرية ينشد على ربابته أناشيد في تمجيدنا . ولما لاح الصباح غادرنا القرية قاصدين عنزة ، قرية حسين الاطرش ، إلا اننا بتنا ليلة في الطريق قبل الوصول إليها ، وكنا نلقى كل ترحاب ممن نصادفهم ، كما ان لقاء حسين لنا كان لقـاء كرما ، ثم واصلنا السفر الى ( القوية ) مقر سلطان الاطرش ، ورغم تغيبه ، فاننا بتنا في المضافة ، وأصبحنا آمنين على أنفسنا . ومكثنا يومئذ -90-