صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

المكلف وقود القطار من الحطب . وقد حظيت بكل مساعدة لمعرفة خطط السلطة العسكرية من ياسين الجابي أحد أفراد هيئة أركان حرب جمال باشا الصغير الذي خلف جمال باشا الكبير في سورية بعد مغادرته لهـا في خريف 1917 . وبعد استقرار فيصل في ( أبي الاسل" ) وضبطه مرتفعات سمنة التي تشرف على معان وتخريب رجاله لكثير من محطات سكة حديد الحجاز ، غدا الاتصال بين سورية والامير أسهل منه قبلا ً . وفي تلك الاثناء نقلت القطعة التي يترأس عليها ياسين باشا الهاشمي الى جبهة فلسطين قرب عمان ، الا أنها أصبحت تركية ، فأرسلت له الملازم بالخدمة سليم عبد الرحمن لاستشارته فيها يمكن عمله ، فأبدى غاية التحفظ ولم يزد على القول بأن الامر أصبح بيد فيصل ، فقررنا آنئذ استشارة فيصل باللحاق به ، فجاءني الرد بأنه اذا لم يعد بإمكاننا القيام بأي عمل ايجابي في دمشق فلنلتحق به في ( أبي اللسل ) . وهكذا عمدت الى تهيئة أمر حملة لتلك الغاية وكان كل ما بقي معي من مال اذ ذاك ألفي ذهبة عثمانية ، فوضعتها تحت أمر اخواني لتنظيم الحملة المذكورة ، وهي مؤلفة مني ومن قائدها أخي تحسين قدري الذي طلبت اليه العودة لدمشق من جبهة فلسطين ، فوافاني متنكراً ونزل من القطار بين الكسوة والقدم واختفى في بيت مربية أولاد أحمد مختار مردم بك ( والد صديقي خليل بك ) الى يوم سفرنا ، ومن رفيق التميمي وسليم عبد الرحمن ورستم حيدر والملازم الاول محمود المغربي وخليل السكاكيني وسعيد الباني والعسلية الثلاثة الذين كانوا في انتظارنا بالحبل واستعنت بسليم ابن يوسف عبيد من جرمانا الهيئة الخيل والسلاح والعتاد والمتطوعين الذين نحتاج اليهم . وبلغت التكاليف التي تكبدناها حدا باهظاً بسبب - ٦٤ - (