صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

هناك بضعة أيام لاستكمال عدتنا ، واستأجرنا بعض الادلاء والمتطوعين من عرب السردية . واجتمعنا بعبد اللطيف العسلي ولطفي العسلي وحكمة العسلي . ولما أن استوفينا ما أردنا من العدة وكان عديدنا قد غدا وفيراً بانضمام الكثير ممن يرغب الالتجاء الى مصر ، الى أقاربهم من اللبنانيين ، ومن الارمن ممن كانوا مختبئين في جبل الدروز والذين أعلن فيصل أخذهم تحت حمايته ، وكان بينهم عدد من النساء أيضا . فسارت القافلة بتنظيم عسكري بطريق البادية ، وبتنا بالخلاء ، ثم حللنا بالازرق للارتواء ، فباغتنا عن بعد غزو ، إلا انه لم يجرؤ على مهاجمتنا . وفي أثناء انحدارنا خطة الدفاع نحو أحد الوديان أراد سعيد الباني أن يسرع ويتقدم غيره ، راجيا أن تكون النساء في المقدمة . ولم أكد أتم كلامي حتى انطلقت علينا عدة طلقات نارية ، فاتجه عندئذ نحوي وقال لي : هذا هو السبب الذي كنت من أجله أود الاسراع في النزول . وللحال اتخذت حاميتنا ، وفتحت النار بشدة على المهاجمين ، وأحضرت أنا آلات الاسعاف ، وكان رستم حيدر مكلفاً بجلب الماء للجرحى اذا ما اصيب أحد ، الا ان تنظيمنا شبه العسكري ووفرة النيران التي قابلنا بها المهاجمين إذ كان لدينا رشاش ، كل اولئك جعلهم يرتدون بسرعة . ثم واصلنا السفر بعدها الى بير بيرين مقر ( عودة ابو تايه ) شيخ الحويطات وهناك رأينا على بئرها قطعة Buxton العسكرية الانكليزية معتلية الجمال عائدة بخيبة من التجربة التي أرادت القيام بها لتخريب خط السكة الحديدية بين جبهة فلسطين ودرعا ، وغاية ما وسعها عمله هو الاستيلاء على محطة المدورة شمال معان بحماية رجال فيصل . واقد تنا ليلتنا هذه ضيوفا على ابو تايه حتى اذا اشرق الصباح نا نجتاز السكة الحديدية ر - ۶۶ - 6