صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

وغير مسموح لي الاتصال بأحد . وحمدت الله على أن التحقيق لم يطل . وكان مستشار الجيش العدلي في دمشق إذ ذاك جودت البغدادي ، وهو جاري أعرفه ويعرفني جيداً فبذل غاية وسعه لمعاونتي . 6 من ی وفي 10 كانون الأول صدر القرار بتخلية سبيلي ، فحرصت على البقاء في دمشق مركز الحركة العربية بعد أن أعلن التعريف حسين الثورة . وقد فاتحت بذلك الدكتور كنعان شبان نابلس النابهين وكان مساعداً لمدير الصحة العسكرية في دمشق اذ ذاك ، الدكتور حسن ابراهيم باشا ، فوافقت القيادة على أن أعين طبيبا لمستشفى الأمراض الزهرية في دمشق . ولما كان الامير فيصل قد احتل العقبة في آب فقد أصبح اتصالنا به ميسوراً عن طريق جبل الدروز لأن قوافل المهربين كانت لا تنقطع عن العقبة بسبب قلة بل انعدام وجود السكر والارز وما شاكلها من المواد الغذائية وغيرها من المنسوجات الضرورية في البلاد . ومما ورد في الاحصاءات أن سورية والعراق فقدنا سنة 1917 وحدها ما لا يقل عن مئة وخمسين الف نسمة بسبب المجاعة والامراض مما دفع بعض النساء الى التهام جثث الاطفال ، فحكم على إحدى النساء بالموصل واخرى في طرابلس الشام بالاعدام بسبب ذلك ، ولم يشفع لها بؤسهما الذي كان العامل الحقيقي على ما أقدمتا عليه أن استقر في المقام في دمشق 26 همي الوحيد تبين الخطاط B و بعد ی التي تضعها السلطة العسكرية في محاربة الأمير فيصل ، وارشاده الها كما يتحاشاها . وقد اضطررت في احدى الليالي الى السفر لدرعا بقطار عسكري فوق أكياس ، والبرد قارس ، لاستلام رسالة أرسلها لنا الامير فيصل . فقطعت الطريق وقد استغرق اثنتي عشرة ساعة اذ كان - ۹۳