مع رضا الصلح على نفخ نار الثورة في جبل عامل، وكان ذلك اثر وشاية لا تستند إلى حقيقة ؛ ثم أمر باعتقال رضا الصلح وصالح حیدر ومسلم عابدين ونايف تلاو و محمد المحمصاني ومحمود المحمصاني و عبد القادر الخرسا ومحمود العجم وسليم الاحمد عبد الهادي ونور الدين القاضي وعلي الأرمنازي،فأحيلوا جميعا الى ديوان حرب عاليه العرفي. وفي ۲۱ آب ۱۹۱٥ سيقوا إلى المشانق ما عدا الصلح ( وسليم العبد الهادي المتواري ) فكانوا أول قافلة من قوافل الشهداء، بأمر من جمال باشا ودون مصادقة الارادة السلطانية الواجبة في مثل هذه الأمور، ولم يكن من ذنب لجميع الذين شنقوا الا أنهم ينتمون إلى حزب اللامركزية، هذا مع العلم بأنه لم يكن في برنامج الحزب المذكور ما يوجب تعريص المنتسب اليه المسؤولية ؛ واذا اعتبرنا أن سبب شنقه هو انتسابهم للجمعية اللامركزية بمصر –وقد أيد جمال باشا حجته بنشر المنشورات التي كانت تصدر عن حقي العظم―فان حزب اللامركزية بمصر كان حزبا معترفا به من الدولة، وهذه المنشورات كانت تصدر عن حقي العظم نفسه الجمعية اللامركزية، فعلى م يتحمل اذن اعضاؤها تبعات ما لم يقوموا به ؟
وعلى أثر هاتيك المأساة الدامية لم يرعني ذات ليلة الا أن بابي بقزع ثم طلب الي مقابلة سيدة محجبة، خرجت اليها فاذا هي سيدة محترمة تجلببت بالسواد، جاءت تخاطبني بصوت راعش حزين قائلة انها شقيقة المرحوم صالح حیدر. و كنا مرتبطين بصلة الحوار حينما كان والدي قائد المنطقة بعلبك في عهد طفولتي، وربط عائلتينا صداقة حميمة فأثر في موقفها أما تأثير ولا سيما حين فاجأتني بأن أخاها قد ذهب