صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

ضحية الواجب، وهي تود أن تكون هذه المأساة خاتمة المصائب، ولذلك ترجو أن نعمل على ابادة الأوراق التي من شأنها إدانة أحد من الشباب البلاد،وبالنظر لثقتي بشرفها وشرف عائلتها فقد قابلت طلبها بكل ارتياح ورجوتها أن تقصدإلى بيروت لتتصل بشقيقة المرحومين محمد و محمود المحمصاني كما تأخذا اوراق الجمعية و مستنداتها من المكان المودعة فيه، وهو قبر ولي بالقرب من بيت المحمصاني، ثم احراق هذه الوثائق و إنبائي بنتيجة الأمر، ولم تتأخر عن الشخوص ليلا الى بيروت وانفاذ ما رجوتها به بكل دقة، وقد لمست من شقيقة المرحومين محمد و محمود الحمصاني كل مساعدة وعطف. ولو وقع أي تقصير في هذه المهمة، لكان الشنق بلا ریب نصيب معظم الاعضاء العاملين في الحقل الوطني إلا أن شجاعة هاتين السيدتين المثكولتين وحسن نيتهما كان من أشرف الاعمال الوطنية وآية رائعة من الإخلاص والقيام بالواجب.

وقد كان لهذه المآسي القاسية والسياسة الطاغية التي لجأ إليها جمال باشا دوي وأي دوي في العالم العربي،اذ ثارت الخواطر واضطربت الأفكار وأدرك العرب أنهم تلقاء سياسة جائرة ترمي إلى القضاء على أمانيهم والتعسف بهم لاخفات صوتهم.

ولما كان القضاء إعداما على أمثال هؤلاء الشهداء الذين يمثلون صفوة شباب العرب ونخبهم، ومنهم من ينتمي إلى جمعيتنا أمثال محمد المحمصاني ومحمود المحمصاني وصالح حیدر، ولما كان هذا الحكم قد أظهر النيات التركية نحو العرب فقد قررت الجمعية القيام بدعاية واسعة النطاق لاطلاع العالم العربي على حقيقة نوايا الاتحاديين، فسعينا جهدنا و بكل ما أوتينا من حول وقوة لتحقيق هذه الغاية. ولقد انتهت تفاصيل هذه

–٤٤–