صفحة:مذكراتي عن الثورة العربية الكبرى.pdf/210

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في | في بلادنا . وحدث أن سحبت فرنسا جزءأ من قواها الموجودة في الشرق الأوسط في تلك الآونة الاستخدامها في ألمانيا بمناسبة اعتزامها احتلال الرور ، فكانت حاجة القيادة الفرنسية ماسة لنقل العتاد والجنود منطقة احتلالها في سورية و كيليكية . فوجه أعضاء عديدون في المؤتمر السوري أسئلة الحكومة عن كل ما تقدم وهاجموها بشدة ، فأجابت الحكومة المجلس في ۲۶ نیسان ۱۹۲۰ بما يمهدي، ثائرة الخواطر مؤكدة أنها توفرت على منع الكثير مما كان يشتكي منه ، إذ سحب الاعتراض الفرنسي على رفع العلم السوري على دار الاعتماد في بيروت رغم مزاعم فرنسا بأن تغيير الأوضاع في البلاد المحتلة منوط مؤتمر الصلح ، وأن ليس هنالك حشود من القوى الاضافية على حدودنا ، وغاية ما أشيع عن ذلك لا يتعدى بعض تنقلات عسكرية اقتضاها الوضع العسكري ، بل ان فرنسا خفضت من قواها بدلا من زيادتها. فكان من هذا الجواب المتزن أن الوزارة لم تضطر إلى تقديم استقالتها. ولما كان رئيس الوزارة معروفة بالاعتدال ولا يقر" استعمال القوة في مقاومة دولة عظيمة كفرنسا تملك جميع لوازم الحرب ومعداتها ، وقد خرجت ظافرة من الحرب العظمى ، وكان الوطنيون مخالفونه تماما في هذه السياسة ، ويهدفون إلى المقاومة حتى النهاية نصرة لاحق وانتصار على الظلم ، وكنت على هذا الرأي مع الشيخ كامل القصاب الوطنيون الملك فيصل يرجون منه تأييد فكرتهم وتشكيل حكومة همها الاول الدفاع . وحدث في هذه الأثناء أي في ۲۶ آذار أن قرر مؤتمر سان رنو منح فرنسا الانتداب على سورية ، وانكلترا الانتداب على فلسطين T وقد راجع س- ۲۰