حقًا لقد هزني شعوري القومي وتعاظمتني العزة العربية ، فانطلقت اليه وصديقي عوني عبد الهادي ، ندفع صفوف الجماهير المزدحمة حتى اذا ما وصلنا اليه ، جابهناه باستنكار مزاعمه ، وفي ملامحهنا الغضب الشديد وفي صوتنا نبرات في مثل النار.
ولدى معادي وزميلي الى مسكننا أخذنا نقلب الرأي فيما سوف تتمخض عنه الأحداث بعد إذ علن لنا بوضوح أن رجال « جمعية تركيا الفتاة » و الذين تسلموا مقاليد الحكم في العهد الجديد متعصبون أيما تعصب لقوميتهم التركية ، حاصرون سیاستهم في تقوية هذه القومية والنهوض بها على حساب القوميات الأخرى التي كانت تنتظمها الدولة العثمانية . وقد خرجنا من هذه الحقيقة على أن نشكل جمعية عربية سرية على نحو جمعية تركيا الفتاة تنهض بواجب الدفاع عن حقوق العرب ورفع مستواهم ، ولم أكد أفاتح الزميل محمد رستم حيدر الذي أعتمد عليه حتى حبذ الرأي . وكان هذا مبدأ تشكيل الجمعية العربية الفتاة ، أي على أثر اعلان الدستور العثماني بأربعة أيام لا أكثر.
جمعية الاخاء العربي
واحتفلت بالدستور جميع العناصر المنضوية تحت راية الامبراطورية العمانية ، لأنها كانت تتوقع أن يعود عليها هذا الدستور بالخير العميم . ونحن العرب لم نكن نتوقع في حال أن يستغل الدستور للتحامل على وطنيتنا وقوميتنا ، لذلك اندفع المثقفون الواعون يفكرون في الطريقة التي تساعدنا على الاحتفاظ بكرامتنا ، ولما أن رأوا الى العنصر الأرمني يشرع بتأسيس النوادي والجمعيات الخاصة به ويجاريه في ذاك الاروام والارناؤوط وغيرهم ، شعروا بالتبعة التي تحفزهم الى التطريز على منوال