غيرهم ، وترسم آثارهم ، حفاظا على عروبتهم من جهة، ثم برهنةً على أنهم ليسوا دون غيره استعداداً وطموحاً ؛ وقد لاقى هذا الشعور صداه القوي في الأوساط العربية ، فاغتنمه فريق من ذوي المقامات الرفيعة وأهل الرأي من رجالات العرب في عهد عبد الحميد ، وأسسوا جمعية أطلقوا عليها عنوان «الاخاء العربي » على أن تكون غايتها عون » جمعية الاتحاد والترقي » في الحفاظ على أحكام الدستور ، وجمع كلمة جميع الملل التي تظللها الراية العثمانية ، دون ما نظر إلى الفروق الدينية والجنسية ، والسعي إلى تأييد العدل والحرية والمساواة بين جميع هذه العناصر ، وإزالة الضغائن والاحقاد بينها . ومن هذا يتبين أن القائمين على « جمعية الاخاء العربي » قد حرصوا على ألا يظهروا بالمظهر الذي يستشم منه أي عداء الحكم القائم ، على انهم لم يغفلوا في برنامجهم أن الجمعية سوف تعمل على اعلاء شأن الأمة العربية في كافة مرافقها الحيوية فمن الناحية الفكرية تهتم بنشر العلوم والمعارف بين أبنائها و تأسیس المدارس واصدار الجرائد . ومن الناحية الاقتصادية ستعمد الى رفع المستوى الاقتصادي بين السكان وذلك بالقيام بالمشاريع الاقتصادية و تنمية الثروة القومية .
وكان الطلاب العرب في هذا الدور لا يفكرون إلا بتعزيز قوميتهم على غرار زملائهم الأتراك الاتحاديين ، فيؤيدوا كل من يتقدم لتعزيز هذه القومية ؛ ولذا سارعوا الى تأييد « جمعية الاخاء العربي » كل التأييد ، من غير أن يكلفوا أنفسهم مؤونة استكناه حقيقة شخصيات أعضائها ، والبحث فيما اذا كانوا جديرين حقا بالاضطلاع بمهمة خدمة العرب ، وغاية ما كانوا يشعرون هو أنهم في حاجة قصوى إلى تأييد كل