صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٠ -

وعلى عهده أيضاً تم بناء مسجد الرصافة وسورها وخندقها، كما زاد في مسجدي البصرة والموصل1.

وتنسب إليه النصوص أنه وضع في سنة ١٦٢هـ ديوان الأزمة كما "أجرى على الجذميين وأهل السجون الأرزاق في جميع الآفاق"2.

السياسـة نحو بيزنطـة:


وكانت سياسة المهدي إزاء بيزنطة، نفس السياسة التقليدية للدولة العربية الإسلامية. وينسب للمهدي تجهيز حملات قوية ضد بيزنطة ولكنها لم تحرز انتصارات حاسمة.

ففي سنة ١٦٣هـ تذكر الرواية أن المهدي تجهز بنفسه وأعد عدة عظيمة، وجمع الأجناد من خراسان وغيرها، وخرج على رأس قوات كبيرة، وكان بصحبتــه ابنه هرون (الرشيد)، بينما استخلف على بغداد ابنه موسى (الهادي)، وسـار إلى الموصل والجزيرة، ومن هناك عبر الفرات إلى حلب، ثم رافق ابنه هرون حتى جار الدرب (أي الممر) المؤدي إلى أرض الروم، وهناك ودعه وعاد أدراجـه لیزور بيت المقدس3.

وسار الرشيد بأرض العدو وكان بصحبته عدد من كبار القواد منهم: عيسى بن موسى والحسن بن قحطبة، كما كانت أمانة الحملة من أمور العساكر والنفقـات والكتابة موكولة إلى يحيى بن خالد الذي كان كاتب الرشيد. وأغلب الظن أن هذه الحملة لم تأت بنتائج كبيرة وذلك أنها تمكنت من فتح أحد الحصون فقط بعد حصار استمر أكثر من شهر، وفي سنة ١٦٤هـ أي السنة التالية ردت بيزنطة بأن تقدم


  1. ابن الأثير، ج ٥، ص ٦٩.
  2. نفس المصدر، ص ٦٢.
  3. نفس المصدر، ص ٦٣.