صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/82

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨١ -

البطريق ميخائيل وتحدى الصائفة الإسلامية التي اضطرت إلى الانسحاب وعـادت مما أثار سخط المهدي على قائد الصائفة حتى أنه رغب في قتله1.

وترتب على ذلك أنه في سنة ١٦٥هـ سيّر المهدي ابنه هرون (الرشيـد) على رأس حملة عظيمة بلغت حوالي ٩٥ ألف رجل كما تقول الرواية2. والظاهـر أنها لاقت نجاحاً إذ أن القائد البيزنطي اضطر إلى الانسحاب أمام هرون الـذي توغل هو والخراسانية في أرض الروم إلى أن وصلوا إلى خليج البوسفور. وخافـت إيرين (امرأة اليون كما يقول ابن الأثير) الوصية على إبنها قسطنطين السـادس واضطرت إلى عقد الصلح أو الهدنة لمدة ثلاث سنوات على أن تدفع الجزية السنوية. وسينقض البيزنطيون هذه الهدنة قبل حلول أجلها وذلك في أواخر سنة ١٦٨هـ أي قبل وفاة المهدي3.

أما عن موقف المهدي إزاء المغرب والأندلس فسنراه بتفصيل فيما بعد.

أما من جهة المشرق فتقول النصوص أن المهدي اهتم بالمشرق حتى بــــلاد الهند، وذلك أنه أرسل حملة بحرية إلى هذه البلاد في سنة ١٦٩هـ وكانت هذه الحملة تحوي كثيراً من الجند النظامي والمتطوعة، وهاجمت هذه الحملة إحـدى المدن الساحلية الهندية، وخربت معبد المدينة البوذي "البـد"، وأخذت المدينة، وعاد المسلمون محملين بالأسرى والمغانم ولكن الحملة انتهت نهايــة أليمة قرب ساحل فارس إذ عصفت بها الرياح فتكسرت معظم المراكب4.

موت المهـدي:


وفي سنة ١٦٩هـ مات المهدي، بعد خلافة دامت عشر سنين، وترك الخلافة لابنه موسى الذي تلقب بالهادي5.


  1. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٦٤.
  2. نفس المصدر السابق، ص ٦٥.
  3. انظر، ابن الأثير الكامل، ح ٥، ص ٦٥.
  4. نفس المصدر السابق، ص ٥٥.
  5. نفس المصدر السابق، ص ۷۱.